الاثنين، 10 سبتمبر 2007

إيهاً يا طلبة العلم

:قال منصور بن عمار
في وصفه لأصحاب الحديث وعلو هممهم في جمعه وتحصيله: ووُكل بالآثار المفسرة للقرآن والسنن القوية الأركان،عِصابة منتجة،وقُفهم لطلابها وكتابتها وقُواهم علي رعايتها وحراستها ،وحَبَبَ إليهم قراءتها ودراستها ،وهَوَن عليهم الدأب والكلال،والحل والترحال،وبذل النفس مع الاموال ،وركوب المخاوف من الأهوال،فهم يرحلون من بلاد إلي بلاد،خائضين في العلم كل واد شُعث الرؤوس خلقان الثياب،خُمص البطون،ذبل الشفاه، شحب الألوان نحل الأبدان ،قد جعلوا لهم هما واحدا ،ورضوا بالعلم دليلا ورائداً،لا يقطعهم عنه جوع ولا ظمأ،ولا يملهم منه صيف ولا شتاء ،مائزين الأثر ،صحيحه من سقيمه،وقويه من ضعيفه ،بألباب خازمة وآراء ثاقبة ،وقلوب للحق واعية فأمنت تمويه المموهين،واختراع الملحدين ،وافتراء الكاذبين
فلو رأيتهم، في ليلهم،وقد انتصبوا لنسخ ماسمعوا،وتصحيح ما جمعوا،هاجرين الفراش الوطي.والمضجع الشهي ،غشيهم النعاس فأنامهم ، وتساقطت من أكفهم أقلامهم ، فانتبهوا مذعورين قد أوجع الكد أصلابهم ، وتيه السهر ألبابهم ،فتمطوا ليرحلوا الأبدان ،وتحولوا ليفقدوا النوم من مكان إلي مكان ،ودلكوا بأيدهم عيونهم ،ثم عادوا إلي الكتابة حرصاً عليها،وميلا بأهوائهم، إليها لعلمت أنهم حراس الإسلام ،وخزائن الملك العلام ،فإذا قضوا من بعض ماراموا أوطارهم ،انصرفوا قاصدين ديارهم،فلزموا المساجد،وعمروا المشاهد ،لابسين ثوب الخضوع،مسالمين مسلمين ،يمشون علي الأرض هوناً ،لا يؤذون جاراً ولا يقترفون عاراً،حتي إذا زاغ زائغ،أومرق في الدين مارق،خرجوا خروج الأسد من الآجام ،يناضلون عن معالم الأسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق