الخميس، 23 سبتمبر 2010

يحرفون كلام الله فهل يستحون من تحريف كلام الرازي.......... بيشوي يدعي ان الرازي يثبت الصلب وأن اليهود قتلوه

لقد أوضحت بخط كبيرمن تفسير الرازي ما ينفي ادعاء بيشوي ......وإن كان هناك ما يوهم ادعاء بيشوي ...ولكن بيشوي أخذ هذا المبهم من كلام الرازي وجعله صريحا في إثبات الصلب وأعرض عن كلام الرازي الصريح في نفي صلب المسيح وهذا سهل علي من يحرف كتاب الله ويؤمن ببعض ويكفر ببعض......وأرجو من الأخوة زيادة الإيضاح
وهذا نص كلام الرازي في تفسيره
وسادسها : قوله تعالى : { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المسيح عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولَ الله } .وهذا يدل على كفر عظيم منهم لأنهم قالوا فعلنا ذلك ، وهذا يدل على أنهم كانوا راغبين في قتله مجتهدين في ذلك ، فلا شك أن هذا القدر كفر عظيم .
فإن قيل : اليهود كانوا كافرين بعيسى أعداء له عامدين لقتله يسمونه الساحر ابن الساحرة والفاعل ابن الفاعلة ، فكيف قالوا : إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله؟
والجواب عنه من وجهين : الأول : أنهم قالوه على وجه الاستهزاء كقول فرعون { إِنَّ رَسُولَكُمُ الذى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } [ الشعراء : 27 ] وكقول كفار قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم : { وَقَالُواْ ياأيها الذى نُزّلَ عَلَيْهِ الذكر إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } [ الحجر : 6 ] ،
والثاني : أنه يجوز أن يضع الله الذكر الحسن مكان ذكرهم القبيح في الحكاية عنهم رفعاً لعيسى عليه السلام عما كانوا يذكرونه به .ثم قال تعالى { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ولكن شُبّهَ لَهُمْ } .
واعلم أنه تعالى لما حكى عن اليهود أنهم زعموا أنهم قتلوا عيسى عليه السلام فالله تعالى كذبهم في هذه الدعوى وقال { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ولكن شُبّهَ لَهُمْ } وفي الآية سؤالان :
السؤال الأول : قوله { شُبّهَ } مسند إلى ماذا؟ إن جعلته مسنداً إلى المسيح فهو مشبّه به وليس بمشبه ، وإن أسندته إلى المقتول فالمقتول لم يجر له ذكر .
والجواب من وجهين : الأول : أنه مسند إلى الجار والمجرور ، وهو كقولك : خيل إليه كأنه قيل : ولكن وقع لهم الشبه .
الثاني : أن يسند إلى ضمير المقتول لأن قوله { وَمَا قَتَلُوهُ } يدل على أنه وقع القتل على غيره فصار ذلك الغير مذكوراً بهذا الطريق ، فحسن إسناد { شُبّهَ } إليه .
السؤال الثاني : أنه إن جاز أن يقال : أن الله تعالى يلقي شبه إنسان على إنسان آخر فهذا يفتح باب السفسطة ، فإنا إذا رأينا زيداً فلعله ليس بزيد ، ولكنه ألقى شبه زيد عليه ، وعند ذلك لا يبقى النكاح والطلاق والملك ، وثوقاً به ، وأيضاً يفضي إلى القدح في التواتر لأن خبر التواتر إنما يفيد العلم بشرط انتهائه في الآخرة إلى المحسوس ، فإذا جوزنا حصول مثل هذه الشبهة في المحسوسات توجه الطعن في التواتر ، وذلك يوجب القدح في جميع الشرائع ، وليس لمجيب أن يجيب عنه بأن ذلك مختص بزمان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، لأنا نقول : لو صح ما ذكرتم فذاك إنما يعرف بالدليل والبرهان ، فمن لم يعلم ذلك الدليل وذلك البرهان وجب أن لا يقطع بشيء من المحسوسات ووجب أن لا يعتمد على شيء من الأخبار المتواترة ، وأيضاً ففي زماننا إن انسدت المعجزات فطريق الكرامات مفتوح ، وحينئذ يعود الاحتمال المذكور في جميع الأزمنة : وبالجملة ففتح هذا الباب يوجب الطعن في التواتر ، والطعن فيه يوجب الطعن في نبوّة جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فهذا فرع يوجب الطعن في الأصول فكان مردوداً .
والجواب : اختلفت مذاهب العلماء في هذا الموضع وذكروا وجوهاً :الأول : قال كثير من المتكلمين : إن اليهود لما قصدوا قتله رفعه الله تعالى إلى السماء فخاف رؤساء اليهود من وقوع الفتنة من عوامهم ، فأخذوا إنساناً وقتلوه وصلبوه ولبسوا على الناس أنه المسيح ، والناس ما كانوا يعرفون المسيح إلاّ بالاسم لأنه كان قليل المخالطة للناس ، وبهذا الطريق زال السؤال .
لا يقال : إن النصارى ينقلون عن أسلافهم أنهم شاهدوه مقتولاً ، لأنا نقول : إن تواتر النصارى ينتهي إلى أقوام قليلين لا يبعد اتفاقهم على الكذب .
والطريق الثاني : أنه تعالى ألقى شبهه على إنسان آخر ثم فيه وجوه : الأول : أن اليهود لما علموا أنه حاضر في البيت الفلاني مع أصحابه أمر يهوذا رأس اليهود رجلاً من أصحابه يقال له طيطايوس أن يدخل على عيسى عليه السلام ويخرجه ليقتله ، فلما دخل عليه أخرج الله عيسى عليه السلام من سقف البيت وألقى على ذلك الرجل شبه عيسى فظنوه هو فصلبوه وقتلوه .
الثاني : وكلوا بعيسى رجلاً يحرسه وصعد عيسى عليه السلام في الجبل ورفع إلى السماء ، وألقى الله شبهه على ذلك الرقيب فقتلوه وهو يقول لست بعيسى .
الثالث : أن اليهود لما هموا بأخذه وكان مع عيسى عشرة من أصحابه فقال لهم : من يشتري الجنة بأن يلقى عليه شبهي؟ فقال واحد منهم أنا ، فألقى الله شبه عيسى عليه فأخرج وقتل ، ورفع الله عيسى عليه السلام .
الرابع : كان رجل يدعي أنه من أصحاب عيسى عليه السلام ، وكان منافقاً فذهب إلى اليهود ودلهم عليه ، فلما دخل مع اليهود لأخذه ألقى الله تعالى شبهه عليه فقتل وصلب . وهذه الوجوه متعارضة متدافعة ، والله أعلم بحقائق الأمور .
ثم قال تعالى : { وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن } وفيه مسألتان : المسأله الأولى : اعلم أن في قوله { وَإِنَّ الذين اختلفوا فِيهِ } قولين : الأول : أنهم هم النصارى وذلك لأنهم بأسرهم متفقون على أن اليهود قتلوه ، إلا أن كبار فرق النصارى ثلاثة : النسطورية ، والملكانية ، واليعقوبية .أما النسطورية فقد زعموا أن المسيح صلب من جهة ناسوته لا من جهة لاهوته ، وأكثر الحكماء يرون ما يقرب من هذا القول ، قالوا : لأنه ثبت أن الإنسان ليس عبارة عن هذا الهيكل بل هو إما جسم شريف منساب في هذا البدن ، وإما جوهر روحاني مجرد في ذاته وهو مدبر في هذا البدن ، فالقتل إنما ورد على هذا الهيكل ، وأما النفس التي هي في الحقيقة عيسى عليه السلام فالقتل ما ورد عليه ، لا يقال : فكل إنسان كذلك فما الوجه لهذا التخصيص؟ لأنا نقول : إن نفسه كانت قدسية علوية سماوية شديدة الاشراق بالأنوار الإلهية عظيمة القرب من أرواح الملائكة ، والنفس متى كانت كذلك لم يعظم تألمها بسبب القتل وتخريب البدن ، ثم إنها بعد الانفصال عن ظلمة البدن تتخلص إلى فسحة السموات وأنوار عالم الجلال فيعظم بهجتها وسعادتها هناك ، ومعلوم أن هذه الأحوال غير حاصلة لكل الناس بل هي غير حاصلة من مبدأ خلقة آدم عليه السلام إلى قيام القيامة إلا لأشخاص قليلين ، فهذا هو الفائدة في تخصيص عيسى عليه السلام بهذه الحالة .
وأما الملكانية فقالوا : القتل والصلب وصلا إلى الاهوت بالإحساس والشعور لا بالمباشرة .وقالت اليعقوبية : القتل واللصلب وقعا بالمسيح الذي هو جوهر متولد من جوهرين ، فهذا هو شرح مذاهب النصارى في هذا الباب ، وهو المراد من قوله { وَإِنَّ الذين اختلفوا فِيهِ لَفِى شَكّ مّنْهُ } .القول الثاني : أن المراد بالذين اختلفوا هم اليهود ، وفيه وجهان : الأول : أنهم لما قتلوا الشخص المشبه به كان الشبه قد ألقى على وجهه ولم يلق عليه شبه جسد عيسى عليه السلام ، فلما قتلوه ونظروا إلى بدنه قالوا : الوجه وجه عيسى والجسد جسد غيره . الثاني : قال السدي : إن اليهود حبسوا عيسى مع عشرة من الحواريين في بيت ، فدخل عليه رجل من اليهود ليخرجه ويقتله ، فألقى الله شبه عيسى عليه ورفع إلى السماء ، فأخذوا ذلك الرجل وقتلوه على أنه عيسى عليه السلام ، ثم قالوا : إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا ، وإن كان صاحبنا فأين عيسى؟ فذلك اختلافهم فيه .المسألة الثانية : احتج نفاة القياس بهذه الآية وقالوا : العمل بالقياس اتباع للظن ، واتباع الظن مذموم في كتاب الله بدليل أنه إنما ذكره في معرض الذم ، ألا ترى أنه تعالى وصف اليهود والنصارى ههنا في معرض الذم بهذا فقال { مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتباع الظن } وقال في سورة الأنعام في مذمة الكفار { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظن وَإِنْ هُمْ لا يَخْرُصُونَ } [ الأنعام : 116 ] وقال في آية أخرى { وَإِنَّ الظن لاَ يُغْنِى مِنَ الحق شَيْئاً } [ يونس : 36 ] وكل ذلك يدل على أن اتباع الظن مذموم .والجواب : لا نسلم أن العمل بالقياس اتباع الظن ، فإن الدليل القاطع لما دل على العمل بالقياس كان الحكم المستفاد من القياس معلوماً لا مظنوناً ، وهذا الكلام له غور وفيه بحث .ثم قال تعالى : { وَمَا قَتَلُوهُ بَل رَّفَعَهُ الله إِلَيْهِ } .واعلم أن هذا اللفظ يحتمل وجهين : أحدهما : يقين عدم القتل ، والآخر يقين عدم الفعل ، فعلى التقدير الأول يكون المعنى : أنه تعالى أخبر أنهم شاكون في أنه هل قتلوه أم لا ، ثم أخبر محمداً بأن اليقين حاصل بأنهم ما قتلوه ، وعلى التقدير الثاني يكون المعنى أنهم شاكون في أنه هل قتلوه أم لا ، ثم أخبر محمداً بأن اليقين حاصل بأنهم ما قتلوه ، وعلى التقدير الثاني يكون المعنى أنهم شاكون في أنه هل قتلوه؟ ثم أكد ذلك بأنهم قتلوا ذلك الشخص الذي قتلوه لا على يقين أنه عيسى عليه السلام ، بل حين ما قتلوه كانوا شاكين في أنه هل هو عيسى أم لا ، والاحتمال الأول أولى لأنه تعالى قال بعده { بَل رَّفَعَهُ الله إِلَيْهِ } وهذا الكلام إنما يصح إذا تقدم القطع واليقين بعدم القتل

لماذا يموت الأمريكيون من أجل إيران؟

ترجمة المقال
شيلدون ريتشمان*/ مؤسسة مستقبل الحرية
ترجمة/ شيماء نعمان

مفكرة الاسلام: شن الكاتب الأمريكي المعروف "شيلدون ريتشمان" هجومًا قاسيًا على سياسات الحكومة الأمريكية في العراق معتبرًا أن الفائز الحقيقي الذي فاز بالكعكة العراقية على طبق من فضة ليس إلا إيران، التي قُتل الأمريكيين من اجلها.
وتحت عنوان "إنهم يموتون من اجل إيران"، قال شيلدون في مقال له نشره الموقع الإلكتروني لمؤسسة مستقبل الحرية:
لقد قتل أكثر من 4.400 أمريكيًا خلال عمليات غزو العراق واحتلاله، كما أصيب كذلك ما يقرب من 32.000 آخرين. ولكن على الرغم مما أعلنه الرئيس أوباما، فإن الأمر لم ينته بعد. فما الذي كان يضحي من أجله هؤلاء الرجال والنساء؟
بعض منتقدي الحرب يقولون أنها كانت عبثًا، إلا أن ذلك غير صحيح؛ فهي كانت من أجل إيران. فإيران هي الفائز الأكبر من عملية "حرية العراق" ومن عملية "الفجر الجديد" الحالية أيضًا.
وأنا أدرك أن ذلك يبدو جنونًا؛ فإيران هي الشيطان الأكبر في نظر حكومة الولايات المتحدة. ووفقًا لمسئولين أمريكيين فإنها (إيران) ترعى الإرهاب في كل مكان كما أنها عازمة على الحصول على أسلحة نووية لاستخدامها ضد "إسرائيل" وربما ضد أمريكا. كما أن إيران هي ذلك الخطر الذي تعتقد مجموعة خبراء المحافظين الجدد بقوة أنه ما لم نتسبب "نحن" في تغيير للنظام هناك، فإن العالم سيكون مصيره محتوم.
ولنتجاهل للحظة أن كل ذلك ليس إلا خطابًا جماهيريًا يهدف لحشد الدعم للجيش الأمريكي في مواجهة الحماس المتضاءل حيال عملياته التي لا تحصى حول العام. ودعونا نأخذ الرواية الأمريكية في قيمتها الظاهرية.
فإذا كانت إيران تمثل هذا التهديد الذي يُقال لنا، فإن سياسة الولايات المتحدة في العراق تبدو غريبة إلى حد بعيد، وتُفسر على أنها إما نتيجة حماقة وجهل أو نتيجة لأجندة أكبر تتعلق بالمنطقة. ويمكن للقاريء أن يقرر بنفسه.
فجزء من الرواية الرسمية الأمريكية يقول أن إيران قد عملت ضد الجهود الأمريكية في العراق، بل وقاتلت في "حرب بالوكالة" من خلال التمرد الشيعي. لكن الصحافي والمؤرخ المعاصر "جاريث بورتر"- ويعمل بوكالة إنتر برس سرفيس- أوضح في مقال له بعنوان "جو بايدن والرواية الزائفة لحرب العراق" أن هذه الرواية بمثابة إعادة تدوين كاملة للتاريخ الحديث. وكتب بورتر:
"أشارت الرواية الرسمية إلى أن إيران مارست نفوذًا سياسيًا بالعراق من خلال دعم جماعات مسلحة معارضة للحكومة". ولكن "في الواقع، طالما كان أهم حلفاء إيران من العراقيين هم نفس الفصيلين الشيعيين اللذين تحالفت معهما الولايات المتحدة ضد (الزعيم الشيعي العراقي المناهض للأمريكيين "مقتدى الصدر") وهما المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وحزب الدعوة بزعامة "نوري المالكي". وكلاهما قد حصل على دعم وتدريب إيراني أثناء الحرب ضد الرئيس العراقي "صدام حسين"، وقد انتقد الصدر زعماء المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ووصفهم بأنهم عملاء إيرانيين."--- (مع التنويه بالأهمية الخاصة)
ولنلقي الضوء على هذه النقطة: الحكومة الأمريكية متحالفة مع حلفاء إيران في العراق. كما أنه في الوقت الذي نعت فيه الأمريكيون الصدر بأنه عميل لإيران، كان هو الشخص القومي ثابت الجأش الذي أدان الأحزاب الشيعية الأخرى ووصفهم بأنهم عملاء لإيران. غير أنه بمجرد شن الحملة الأمريكية الشرسة ضده تحرك تجاه إيران طالبًا منها الدعم.
ونعود مجددًًا لما كتبه بورتر حيث قال: "إن المقصد الإيراني كان ضمان أن حكومة العراق التي يهيمن عليها الشيعة قد عززت من سلطاتها. وكان المرشد الإيراني الأعلى "علي خامنئي" قد أبلغ المالكي في أغسطس عام 2007 أن إيران سوف تدعم توليه السيطرة على معاقل الصدر."
"وعلى عكس أسطورة العراق الرسمية، فإنه بحلول نهاية عام 2007 كانت كلاً من حكومة المالكي وإدارة بوش يقران علانية بدور إيران في الضغط على الصدر للموافقة على وقف إطلاق النار أحادي الجانب--- وهو ما قد يسوء الجنرال "ديفيد بيترايوس"... إذن فالأمر كان يتعلق بالنفوذ الإيراني- وليس في إستراتيجية بيترايوس لمكافحة التمرد- الذي أنهى بفاعلية تهديد التمرد الشيعي" ."--- (مع التنويه بالأهمية الخاصة)
والمالكي نفسه تم اختياره من قبل إيران كرئيس للحكومة. وكتب بورتر: "إن الجنرال "قاسم سليماني" قائد الحرس الثوري الإسلامي الإيراني هو من ترأس في أبريل عام 2006 الاجتماع السري للزعماء الشيعة الذين اختاروا المالكي كرئيس للحكومة، بعد أن تم تهريبه إلى داخل المنطقة الخضراء دون إبلاغ الأمريكيين."
لماذا إذن قامت الحكومة الأمريكية بتحويل الرادع الطبيعي المقاوم للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط- أي العراق الذي كان يهيمن عليه السنة- إلى حليف إيراني؟
لا يمكننا بالطبع استبعاد عنصري الحماقة والجهل، ولكننا كذلك لا يمكننا استبعاد احتمال وجود فكرة تغيير النظام في إيران طوال الوقت لدى المسئولون الأمريكيون. وربما يتهمون إيران يومًا ما بالتدخل في العراق بهدف تبرير غزو عسكري. وبينما قيل أن قطاعات في الجيش الأمريكي ترفض مهاجمة إيران (التي لديها أكثر من ضعف عدد سكان العراق وتقريبًا أربعة أضعاف مساحته) فإن هناك قوى في الحكومة الأمريكية وفي جماعات المصالح الخارجية تُفضل ذلك بكل وضوح. ومسألة برنامج الأسلحة النووية المفترض، والذي لا يوجد دليل عليه كون كافة كميات اليورانيوم مأخوذة في الاعتبار، ليس إلا ذريعة.
وأيما كان ما يحمله المستقبل، فيمكننا أن نكون على يقين من شيء واحد وهو أن: الأمريكيين يموتون في العراق من أجل مصلحة إيران.

* شيلدون ريتشمان: زميل بارز لمؤسسة مستقبل الحرية (فيوتشر أوف فريدوم فاونديشن) الأمريكية

الامريكان يموتون من أجل إيران

مقال رائع لشيلدون ريتشمان: زميل بارز لمؤسسة مستقبل الحرية (فيوتشر أوف فريدوم فاونديشن) الأمريكية
الرابط:
الترجمة :التالي....
They Died for Iran


Sheldon Richman
Sept 20, 2010
More than 4,400 Americans have died during the invasion and occupation of Iraq.
Nearly 32,000 Americans have been wounded. And despite what President Obama says, it’s not over yet.
What did those men and women sacrifice for? Some war critics say it was in vain, but that’s not true.
It was for Iran. Iran is the big winner in Operation Iraqi Freedom (and now Operation New Dawn).
I realize that seems crazy. Iran is the biggest demon in the U.S. government’s vision of the world. According to American officials Iran sponsors terrorism everywhere and is bent on acquiring nuclear weapons to use on Israel and maybe on America. Iran is such a danger that the neoconservative Brain Trust fervently believes that unless “we” effect regime change there, the world is doomed.
Ignore for the moment that all this is buncombe intended to build support for the U.S. military in the face of flagging enthusiasm for its countless operations around the world. Let’s take the American narrative at face value.
If Iran is the threat we’re told it is, then U.S. policy in Iraq looks mighty peculiar. It’s the result either of stupidity and ignorance or of a larger agenda for the region. The reader can decide for himself.

It is part of the official U.S. story that Iran has worked against American efforts in Iraq, in effect fighting a “proxy war” through a Shi’a insurgency. Journalist and historian Gareth Porter of the Inter Press Service shows in an article titled “Joe Biden and the False Iraq War Narrative” that this is a complete rewriting of recent history. “The official narrative suggested that Iran exerted political influence in Iraq by supporting armed groups opposing the government,” Porter writes. “In fact, however, Iran’s key Iraqi allies had always been the two Shi’a factions with which the United States was allied against [the Shi'a Iraqi nationalist and anti-American Muqtada al-] Sadr — the Supreme Council of Islamic Revolution in Iraq (SCIRI) and Prime Minister Nouri al-Maliki’s Dawa Party. They had both gotten Iranian support and training during the war against Saddam, and the fiercely nationalist Sadr had criticized SCIRI leaders as Iranian stooges.” (Emphasis added.)
Let’s emphasize the point: The U.S. government is allied with Iran’s allies in Iraq. While the Americans demonized Sadr as an agent of Iran, he was in fact the staunch nationalist who denounced the other Shi’a parties as Iranian agents. Only after the fierce U.S. campaign against Sadr did he move toward the Iranians for support.
“The Iranian interest was to ensure that the Shi’a-dominated government of Iraq consolidated its power. Iran’s ‘supreme leader’ Ali Khamenei told al-Maliki in August 2007 that Iran would support his taking control of Sadr’s strongholds,” Porter writes. ” By late 2007, contrary to the official Iraq legend, the al-Maliki government and the Bush administration were both publicly crediting Iran with pressuring Sadr to agree to the unilateral ceasefire — to the chagrin of [Gen. David] Petraeus…. So it was Iran’s restraint — not Petraeus’s counterinsurgency strategy — that effectively ended the Shi’a insurgent threat,” Porter adds. (Emphasis added.)
Al-Maliki himself was handpicked as prime minister by Iran. Porter writes,”It was [Iranian Islamic Revolutionary Guard Gen. Qassem] Soleimani who had presided over the secret April 2006 meeting of Shi’a leaders that had chosen al-Maliki as prime minister, after having been smuggled into the Green Zone without telling the Americans.”
Why would the U.S. government turn the natural barrier to Iranian influence in the Middle East — a secular Sunni-dominated Iraq — into an Iranian ally? We can’t rule out stupidity and ignorance, but neither can we rule out the possibility that American officials have had regime change for Iran in mind all along. They might someday accuse Iran of intervening in Iraq for the purpose of justifying an invasion. While parts of the U.S. military reportedly oppose attacking Iran — it has more than twice the population and almost four times the area of Iraq — there are forces in the U.S. government and outside interest groups that clearly favor it. The alleged nuclear-weapons program, for which there is no evidence since all the uranium is accounted for, is just the excuse.
Whatever the future holds, we can be sure of one thing: Americans died in Iraq for the benefit of Iran.

مدونة رائعة "مختارات سلفية:


تم بحمد الله افتتاح مدونة
[ مختارات سلفية ]
ونعد أن نقدم فيها بإذن الله المنتقى من كل جديدمن الأخبار والمقالات والصوتيات والمرئيات والبرامج الإسلاميةهذا بالإضافة إلى انتقاء الموضوعات النافعة من المنتديات الإسلامية وغير ذلك من الأشياءالتي تهم السائر إلى الله عز وجلالذي يريد أن يكون على دراية بواقع الأمة من حولهونرجو أن نكون بذلك قد وفرنا على إخواننا عناء البحث عما يفيدهم في دروب هذه الشبكة الواسعة الغير محدودةنسأل الله أن يرزق القائمين عليها الإخلاص في القول والعملولا تبخلوا علينا بنصائحكم أو اقتراحاتكمونرجو منكم نشرها ليعم النفع لجميع المسلمينولا تنسونا من صالح دعائكم
يوم الإثنين ، 12 ذو القعدة لعام 1429 هـ 10 نوفمبر لعام 2008 م

السبت، 18 سبتمبر 2010

تثقيف المسلمين-المصريين-تاريخيا عن طريق المسلسلات-الجمع بين التاريخ والخيال(الهوي)

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله.أما بعد :
فكما عودنا فضيلة الشيخ عبد المنعم الشحات علي تعليقاته الماتعة الثرية فكريا فها هو يطل علينا بهذا المقال الرائع والذي عنوانه

حدوتة "الجماعة" هل من جديد؟!

وكمقدمة كنت أريد أن اكتبها وجدت الشيخ -حفظه الله- اثارها في آخر المقال وهي:
وقبل أن يتحذلق متحذلق ويقول كيف تنقدون عملا لم تروه، قلنا إننا لم ننقد إلا القصة، وهي مبذولة متاحة عبر حكايات من شاهد وكتابات من كتب، وأما سائر عناصر العمل الفني فإنكارنا لأصله يغنينا عن نقد تفاصيله، وإنما عنينا بنقد الفكرة التي أراد الكاتب أن يحشو بها عقل جمهوره.

ولكم المقال:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتدور الأفلام والمسلسلات على قصة "حدوتة".. غالبًا ما تكون من خيال الكاتب؛ حتى لو كانت قصة تاريخية فغالبًا ما يكون إطارها العام تاريخي، وأما التفاصيل فهي الأخرى من خيال الكاتب.
وكاتب هذه الحواديت يُسمى: "المؤلِف"، وأما الذي يعدها في صورة حوار فيُسمى: "كاتب حوار"، ويسمونه من باب التفرنج: "كاتب سيناريو"، وربما توغلوا في التفرنج أكثر فسموه: "سينارست".
وأما من يُشخـِّص شخوص هذه الحواديت فكان قديمًا يُسمى: "مشخصاتي"، ثم رفعوا خسيسة هذا الاسم فسموه: "مُمثلاً".
ومِنْ ضِمن مؤلفي "الحواديت" يوجد رجل يُدعى: "وحيد حامد"؛ تخصص في كتابة حواديت تُنفِّر من الإسلاميين، وله في ذلك عدة حواديت، ولكنها في جوهرها حدوتة واحدة، يمكنك أن تعرف تفاصيل الحدوتة بمجرد أن يبدأ صاحب الحدوتة في ذكر كلمة الدين أو الإسلام أو المتدينين، فالدين عنده لا يأتي إلا في هذا السياق.
ويقع صاحبنا في خطأ يعتبره أصحاب صناعة "الحواديت" خطأ فاحشًا، وهو عدم تنوع شخوصه مِن الناحية: الفكرية، والنفسية، بل الناس عنده في موضوع الدين معسكران لا ثالث لهما:
الفريق الأول: هم القلة المتأثرة بما يُسميه هو بالتدين البدوي الذي لا يَعرف إلا النقاب واللحية والتكفير، وربما سرح بخياله فتصور أنهم يُحرِّمون ماء الصنبور! وغيره من الأمور..
والفريق الثاني: هم السواد الأعظم من أهل مصر، وهؤلاء يَعرفون الإسلام الوسطي الذي ليس فيه نقاب، ولا لحية، ولا تحريم غناء، ولا تحريم شيء أصلاً، وهذا الدين الوسطي دين يقتصر على مقاومة الإسلام البدوي؛ بمعنى أنهم لا يَدعون إلى صلاة، ولا زكاة، ولا صوم، ولا مكارم أخلاق، ولا يحاربون تبرجًا، بل يقعون فيه، فغاية فهم هؤلاء الوسطيين وعملهم يقتصر فقط على محاربة "البدويين".
والطائفة الأولى في حواديت هذا الكاتب: عبارة عن المهمشين اجتماعيًا، الذين لم يجدوا فرصة غنى، ولا جاه، ولا تعليم؛ فلحقوا بقطار البداوة والتخلف، وفي حدوتة "الجماعة" التي نحن بصدد التعليق عليها أضاف سببًا آخر للانضمام إلى ركب البداوة، وهو: أن روح دارسي الكليات العملية تمنعهم من التفكير السليم، ومِن ثمَّ يقعون في إسلام البداوة.
وأما الطائفة الأخرى فهي: المجتمع برموزه ومثقفيه، وحتى بسطاؤه؛ كلهم يفهم هذا الإسلام الوسطي ويجري فيه كالسهم.
وأما تنوع شخوص الحدوتة فيأتي في اختلاف الأسماء والأشكال والمهن الدنيوية، والدور الذي يأخذه في الحدوتة، وأما مِن ناحية الدين فما ثمَّ إلا هذين المعسكرين.
وغالب الظن أن هذا الكاتب يعيش حياته في الوسط الفني، وما أدراك ما الوسط الفني..! ومِن ثمَّ فإذا أراد أن يكتب عن واقع شعب مصر اضطر أن يستعين بكهف مظلم في خياله المريض، تعيش فيه بعض شخوصه من الفريقين، كلما أراد أن يؤلف حدوتة دخل فاستوحى خياله من هذه الشخوص؛ لأنه لا وجود لما يُسميه بالإسلام البدوي، وإن كانت الدنيا تعج -بفضل الله- بالملتحين والمنتقبات إلى الحد الذي صرخ فيه الكاتب على لسان أحد شخوصه: "السلفيين سرقوا البلد"!
ولكن هؤلاء يؤمنون بإسلام النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ يلتحون كلحيته، وتتنقب نساؤهم كنسائه -صلى الله عليه وسلم-، الحلال عندهم ما أحل والحرام عندهم ما حرَّم، يلتزمون بالهدي الظاهر، ومع ذلك يتعلمون: العقيدة، والفقه، والتفسير، والحديث، ولكن يبدو أن كهف هذا الكاتب لم يَعرف بعد معرض الكتاب ومبيعاته من الكتاب الإسلامي، كما يبدو أن هذا الكهف ليس فيه "وصلة دش"؛ ليرى كم الفضائيات الدينية التي -وإن اختلفنا مع كثير مما يُعرَض فيها إلا أنها- كان ينبغي أن تغير الصورة عند هؤلاء الذين يحبسون أنفسهم داخل هذا الكهف المظلم!
لو استعان كاتب هذه الحواديت بشيء من الواقع بدلاً من كهفه المظلم؛ لأدرك أن هؤلاء الذين يرميهم بأنهم ما اتبعوا الفقه البدوي إلا لأنهم مهمشين اجتماعيًا واقتصاديًا، لو استعان بالواقع؛ لوجد أنهم موزعون على جميع الطبقات: الغنية، والفقيرة، والمتوسطة، وموزعون على جميع المستويات التعليمية مِن أساتذة الجامعة إلى الأميين، وموزعون على جميع البيئات الاجتماعية.
وسل صديقك "إبراهيم عيسى" عن صوت الأذان الذي أزعجه في شارعه الذي يَسكن فيه، وسل أحد شخوصك الذي قلت على لسانه: "السلفيون سرقوا البلد".. هل صرخة الفزع هذه تأتي من قلة مُهمشة اجتماعيًا، منبوذة فكريًا؟!
كما أنه لو خرج من كهفه المظلم؛ لأدرك أن ما يُسميه: "الإسلام الوسطي" ليس هو النموذج الذي يعرفه الخاص والعام من المسلمين، بل لا يكاد يعرفه إلا قلة قليلة من المثقفين المخدوعين بشعارات الكاتب ورفاقه.
وحدوتة تلو أخرى.. والكاتب في كهفه المظلم لا يعرف عن شعب مصر شيئًا، ولا يعرف إلا هذين الفريقين الوهميين، وحواديته كلها صراع بين هذين الفريقين، وعلى طريقة قصص الأطفال حيث يلزم أن تنتصر قوى الخير على قوى الشر، أو على طريقة القصص البوليسية حيث يجب أن يهزم فريق البحث الجناة، فدائمًا ما تنتهي حواديت ذلك الكاتب بانتصار ساحق للفكر الوسطي على الفكر الوافد!
ولا ندري أي واقعية تلك التي يدعى الكاتب الانتساب إلى مدرستها ... وهذه آخر حواديته تطلق تلك الصرخة المدوية: "السلفيين سرقوا البلد" بينما تزعم كل حواديته السابقة أن قوى التنوير سحقت "طيور الظلام" كما وصفهم الكاتب في حدوتة سابقة؟!
ومع هذا فقد خرجت آخر حواديت هذا الكاتب مختلفة شيئًا ما؛ لأنه تقيَّد بتاريخ الأستاذ "حسن البنا" مؤسس جماعة: "الإخوان المسلمين"، ومع هذا أصر الكاتب أن تكون الحدوتة حدوتين في واحدة؛

إحداهما: هي تلك الحدوتة المكررة التي ينقسم فيها الناس إلى الفريقين إياهم، بيد أنه اضطر إلى عمل قدر من التنويع في النوع الإسلامي حيث أبرز قدرًا من الخلاف بين الإخوان والسلفيين؛ بيد أنه جعل الفريقين مشتركين في أكثر الصفات السلبية، إلا أنه خص السلفيين بدرجة أعلى من انغلاق الفكر، وخص الإخوان بدرجة أكبر من الانتهازية، بيد أن الفريقين عنده من المهمشين اجتماعيًا، المتبعين للإسلام المتشدد إلى آخره..!
والحدوتة الأخرى حدوتة تاريخية تحكي قصة الأستاذ "حسن البنا" -رحمه الله-، والتي اضطر فيها إلى شيء من الموضوعية، وأبرز بعض الجوانب المبهرة للأستاذ "حسن البنا" -رحمه الله-: كالذكاء الشديد، والحماسة المتوقدة، والبذل في سبيل الدعوة؛ بيد أنه اُضطر إلى هذا اضطرارًا، وإلا فلو قدمه على أنه رجل بلا مواهب؛ لثار السؤال: وكيف إذن أسس ما أسس؟!
بيد أنه خلط هذا المدح بكثير من الذم الكاذب فصور الأستاذ حسن البنا -رحمه الله- على أنه انتهازي وصولي، لم يكن بذله خالصا لله بل لم يكن إلا سعيًا إلى مجد شخصي، وأن أتباعه تشربوا الوصولية، وعلى مدار الحلقات كانت إحدى الحلقات تُبرز جانبًا من الجوانب الحسنة في شخصية الأستاذ "حسن البنا"، فيقال: "إن المسلسل منصف"، والأخرى تبرز ما ألصقه به الكاتب من صفات سيئة، فيقال: "إن المسلسل متحامل"؛ ولأن مشهد النهاية كان هو مقتل الشيخ "حسن البنا" في سبيل دعوته، وهو مشهد كفيل بتعاطف الجماهير مع صاحبه لا سيما مع التعسف في منع الناس من شهود جنازته؛ فقد اضطر الكاتب إلى حذف هذا الجزء من القصة مدعيًا أنه أجله إلى الجزء الثاني من المسلسل، وهو أمر يثير الضحك والشفقة معًا، لا سيما بعد أن علل هذا الأمر بأنه لا يوجد وقت في الحلقة التي انتهت عندها الأحداث لمشهد النهاية، وأنه لم يشأ أن يمط في المسلسل حلقة لتصوير مشهد النهاية، مع أن ثلاثة أرباع ما جاء في الحلقات حشو كان يمكن الاستغناء عنه!
بيد أن المسلسل ركز بدرجة كبيرة على أن الأستاذ "حسن البنا" تشرب الفكر السلفي من الأستاذ "رشيد رضا" الذي كان أكثر تشددًا بكثير من أستاذه "محمد عبده"، وعلى مسئولية الأستاذ "حسن البنا" عن إنشاء وتدريب ودعم الجهاز الخاص الذي قام بعدد من الاغتيالات قبل مقتل الأستاذ "حسن البنا" -رزقه الله منازل الشهداء-، وهذا يخالف رواية الأغلب الذين كانوا يرون أن الجهاز الخاص أفلت من قبضة الأستاذ "حسن البنا" -رحمه الله-.
ولنا على هذا المسلسل تلك التعليقات السريعة:
1- اعتاد "وحيد حامد" أن يُهاجِم جماعة الملتزمين على أنهم جماعة واحدة، وأنهم على قلب رجل واحد يحرِّمون مياه الصنبور، ويمتنعون من العمل في الوظائف الحكومية ونحوها مما تجاوزه الزمان منذ فترة.
2- اضطر "وحيد حامد" إلى التعامل مع الإخوان بالاسم؛ لظروف الانتخابات أو لغرض التجديد أو لكليهما.
3- الدعوة الإسلامية الآن في كل مكان، ولا يكاد يوجد مَنْ لم يسمع عن الدعاة إلى الله، وأكثر الدعوات انتشارًا: السلفيين، والإخوان، وبالتالي فالهجوم على إحداهما قد يصب في مصلحة الآخر، ومِنْ ثمَّ حرصت "الحدوتة" على مهاجمة السلفية بعنف؛ لكي يؤكد الكاتب أن البديل الذي يقدمه للإخوان هو: "الإسلام الوسطي"، الذين يمثله عامة المصريين وفق رؤيته.
4- مصطلح: "الإسلام الوسطي" مصطلح غامض فضفاض؛ فهذا كاتب يرفعه يريد به هدم الإسلام ككل، والإخوان يرفعونه يريدون به التنازل عن بعض ثوابت الدين التي مِنْ أهمها: "الولاء والبراء"؛ فالإخوان مرروا موضوع الطغيان الكنسي الذي بلغ أُوجّه باختطاف "الأخت كاميليا"، كما أنهم سكتوا عن البناء المستفز للكنائس، وما زالوا يرددون شعارات الوحدة الوطنية وما شابهها، ويَقبلون التعاون مع الليبراليين، وغيرهم.. حتى بعد ما انتشرت فضيحة تتعلق بالحياة الشخصية لابنة رمز ليبرالي جاء تعليق الإخوان: إنهم يعلمون أنه ليبرالي مِنْ قَبل أن يتعاونوا معه!
ونحن نقول: إن الصواب كما قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (البقرة:208)، أي: اقبلوا شرائع الإسلام كلها، والاحتراز من القبول بالحلول الوسط: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (القلم:9).
5- اقتنعت أمريكا -على الأقل ظاهريًا- بوسطية الإخوان، وإمكان اندماجهم في الديمقراطية داخليًا، وفي النظام العالمي خارجيًا، ومِن ثمَّ فليس لدى أمريكا مانع من مشاركة الإخوان في الحياة السياسية، وفي الواقع هذا الأمر طعم تستخدمه أمريكا لابتزاز الفريقين الإخوان والأنظمة الحاكمة، وانعكس هذا على موقف الإخوان من قضايا الطغيان الكنسي، وغيرها كما أشرنا في النقطة السابقة.
6- معظم قوى المعارضة الأخرى تعرف أن الإخوان هم القوة الحقيقة في الشارع، وأن قوتهم مستمدة من إسلامهم، ومِن ثمَّ فهم يهرعون إلى عقد التحالفات الانتخابية مع الإخوان، ومع ذلك يحاولون الحفاظ على عالمانيتهم، وبالتالي فهم يعولون كثيرًا على أن عالمانيتهم لا تتعارض مع وسطية الإخوان، وإن كانت تتعارض مع المناهج السلفية!
7- مِن أجْل النقطتين السابقتين أراد "وحيد حامد" أن يُوجّه طعنة للإخوان في مقتل حيث حاول أن يقرر أن الشيخ "حسن البنا" وَرث قيادة السلفية عن "رشيد رضا"، وأن "رشيد رضا" عوَّل عليه في حرب الصوفية خاصة؛ لكي يحرض الصوفية ضد الإخوان، والواقع أن الأستاذ "حسن البنا" لم يصل في درجة التزامه بالمنهج السلفي لهذه الدرجة، وليته فعل.
لقد بدأ الشيخ "حسن البنا" حياته صوفيًا، ولكن ذكاءه الفطري وحماسته التي نظن أنها وليدة الإخلاص -نحسبه كذلك والله حسيبه- أبت عليه أن يحبس نفسه في جدران التصوف المثبطة، وهيأ الله الشيخ "رشيد رضا"، والشيخ "محب الدين الخطيب"؛ لينقلاه إلى رحاب السلفية، وفهمها الشامل لدين الله، وتصديها للحروب الفكرية في ذلك الزمان.
ومَنْ استمع إلى الشيء اليسير مما وصل إلينا من خطب الأستاذ "البنا" يجد خطيبًا سلفيًا جسورًا، يؤكد على أهمية الاتباع وعدم عرض الشرع على العقول إلا أن الله قدَّر نقله إلى الإسماعيلية بعيدًا عن أساتذته؛ ليأخذ هناك قرارًا بإغلاق ملف الموازنة بين السلفية والصوفية، ظانًا أنه من الممكن الجمع بينهما، وهي النقطة التي تمثل أعمق نقاط الخلاف بيننا وبين الأستاذ الراحل "حسن البنا" -رحمه الله-، ولا يتسع المجال هنا لمناقشتها، ولكن فقط نقرر أن كاتب "الحدوتة" تعمد مخالفة الحقيقة التاريخية الثابتة عن "حسن البنا" أنه جعل شعار جماعته: "دعوة سلفية وحقيقة صوفية"، من باب التهييج والإثارة والتحريض ليس إلا.
8- كما حاول إلصاق تهمة تبني الصراع المسلح للأستاذ "حسن البنا" نفسه، وطبعًا أغفل الكاتب الظروف التاريخية، وأن مصر آنذاك كانت واقعة تحت الاحتلال الانجليزي، وأن نظام الحكم الحالي حمل السلاح ضد الانجليز ونظام الحكم الموالي له، وقام بالثورة عليه، كما أنه تعمد إغفال دور الإخوان في حرب 48 حتى لا يعرض على المشاهد أي نوع من استخدام سلاح الإخوان في مكانه الصحيح.
9- وفي النهاية نؤكد على أن "مسلسل الجماعة" لا يختلف عن "مسلسل العائلة" في الهجوم على الإسلاميين عمومًا، وعلى السلفيين خصوصًا، وزاد عليه هجومًا خاصًا على الإخوان، وتشويهًا متعمدًا لتاريخ مؤسس جماعتهم، وهو أمر يقتضي أن نرد على تلك الحملة الشاملة على دين الله، كما يقتضي الذب عن عِرض أحد أبرز رموز الدعوة في العصر الحديث الأستاذ "حسن البنا" -رحمه الله-، وقد أشرنا آنفًا إلى تلمذته على يد فحول السلفية: "رشيد رضا"، و"محب الدين الخطيب" -رحمهما الله-؛ بيد أننا يجب أن نوفيه حقه من أنه انتقل بالدعوة الإسلامية من إطار الشيخ والتلميذ الذي لم يسعف الوقت جيل شيوخه أن يفعلوا غيره إلى مرحلة الدعوة الجماعية التي تتسع لكل فرد يريد الانضمام، ويريد أن ينفع دين الله بشيء.
وهذه شهادة منصفه قالها في حقه العلامة الألباني -رحمه الله-، وهو يحكي كيف شجعه على كتابة تعليقاته الحديثية على كتاب "فقه السنة" في مجلة "الإخوان المسلمين"، وهي التعليقات التي جمعها فيما بعد في كتاب: "تمام المنة في التعليق على فقه السنة".
فقال العلامة الألباني -رحمه الله- ما معناه: "إن كانت للأستاذ "حسن البنا" أخطاء فهي مغمورة في بحر حسناته، ولو لم يكن لـ"حسن البنا" إلا تجديد شباب الدعوة لكفاه ذلك".
ونحن في زمن يحاول البعض فيه أن يعود بنا إلى فردية الدعوة، بل إلى عشوائيتها لا نملك إلا أن نقول: "طيب الله ثراك يا بَنَّا"، وهذا لا يمنعنا من التأكيد على أن كلاً يؤخذ منه ويترك إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعلى أن نؤكد أن مَنْ يَتبنى الآن ما يسمونه: "الإسلام الوسطي" بعدوا كثيرًا عن فكر "الأستاذ البنا" الذي قارب أن يكون سلفيًا خالصًا.
ونحن نستثمر هذه الفرصة للتأكيد على أن القبول بالحلول الوسط لا يرضي الأعداء، بل يستغلونه في الصد عن سبيل الله، وإظهار الدعاة إلى الله في صورة الانتهازيين، ومسلسل "الجماعة" واحد من عشرات الأدلة على ذلك.
وقبل أن يتحذلق متحذلق ويقول كيف تنقدون عملا لم تروه، قلنا إننا لم ننقد إلا القصة، وهي مبذولة متاحة عبر حكايات من شاهد وكتابات من كتب، وأما سائر عناصر العمل الفني فإنكارنا لأصله يغنينا عن نقد تفاصيله، وإنما عنينا بنقد الفكرة التي أراد الكاتب أن يحشو بها عقل جمهوره.
http://www.salafvoice.com/موقع صوت السلف